الأدب الإسلامي

 

من الرياض إلى فلسطين

 

 

شعر :  الأستاذ صالح بن حمد المالك

  

 

  

 

 

إلى الأخت التي ننتظر قيامها دولة مستقلة .. إلى الدولة الفلسطينية المستقلة القادمة إن شاء الله

 

فلسطين يا قلعةَ الصامدين

ومغنَى البواسل والمفتدين

ويا من إليها نـحِنّ اشتياقا

وكم أرق الصب ذاك الحنين

أُحيّي صمودَ بنيك الأُباة

أولي العزم والحزم والثابتين

أولئك من عاهدوا ربَّهم

على عودةِ القدسِ للمسلمين

على عودة للألى شُرِّدوا

وسُمُّوا مغالطةَ نازحين

على طرد من دنَّسوا أرضَهم

وعاثوا فسادًا بها مجرمين

وكانوا الطغاةَ وكانوا البغاة

وكانوا الأخسّةَ والمفسدين

أُحيّي شموخَ بني غزة

أُباةَ المذلّة والصادقين

حُماةَ البلاد وسمّ الأعادي

ومن بالجلاد بدوا مُرهِبين

لهم وقفاتٌ تساموا بها

إلى منزل العزِّ في العالمين

فكانوا الأحقَ بنيل المُنى

وإدراك ما استَهْدَفوا واثقين

ونـحن على ثقةِ إخوتي

بأن الإلهَ مع الصابرين

وأن النجاحَ حليفُ الألى

بحبلِ التآخي غدوا مُمْسكين

وشادوا الجسورَ على وحدة

تسامت إلى وحدةِ المؤمنين

ففي الاِتّحاد سلاحٌ قوي

يَهُدّ معاقلَ للمعتدين

ويرفع رايةَ أبطالِكم

حُماةِ البلاد وأسُدِ العرين

وفي الاختلاف انهزامٌ لكم

ونصرٌ لذاك العدوِّ اللعين

ولا شيء أخطرَ من أن تُرَوا

فئات شمال وأخرى يمين

فأَحْيُوا الوفاقَ على أرضكم

وكونوا الأحبةَ والمخلصين

وحيِّوا التآخي واستمكسوا

بحبل من الله جدٍ متين

ولا ترتضوا الخلفَ لا تقبلوه

فإن به أَلْفُ داء دفين

وفيه شماتةُ أعدائكم

وخزي سيذكر عبرَ السنين

ولا تسمعوا صوتَ مستكبر

ولا من على العهد غيرُ أمين

فهذاك داءٌ وذاك وباء

وكلٌ بفعل القبيح قمين

وكلٌّ سيوردكم مَهْمَهاً

يتيه البصيرُ به والفطين

أيا فتحُ كوني المثال الجميل

بما تفعلين وبما تتركين

وناديْ حماسَ إلى وحدة

يكونوا به نصركم أجمعين

أحباءَنا إن صفا ودُّكم

وأصبحتم الأخوةَ المتقين

ستدنو لكم يا أعزاءَنا

مطالبُ آبائكم والبنين

ونـحن على العهد يا إخوتي

نبقى لكم أبدًا ناصرين

سنبقى نـحارب أعداءَكم

وندفع عنكم أذىَ الغاصبين

وتاريخكم شاهد إننا

وقفنا على جنبكم مُخلِصين

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان 1428هـ = أغسطس - سبتمبر  2007م ، العـدد : 8 ، السنـة : 31.